الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يكن شاعرا ولم يتعلم الشعر، و التمثل بالبيت والبيتين ، وإصابة القافيتين من الرجز وغيره لا يوجب أن يكون قائلها عالماً بالشعر، ولا يسمى شاعراً باتفاق العقلاء، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينشد بيتا قد قاله شاعر متمثلا به كسر وزنه. فتنزيه النبي صلى الله عليه وسلم عن قول الشعر من قبيل حياطة معجزة القرآن وحياطة مقام الرسالة . فالنبي صلى الله عليه وسلم منزّه عن قرض الشعر وتأليفه ، أي ليست مِن طباع ملكته إقامة الموازين الشعرية ، وليس المراد أنه لا ينشد الشعر لأن إنشاد الشعر غير تعلّمه ، وكم من راوية للأشعار ومن نَقَّادٍ للشعر لا يستطيع قول الشعر.
ولتوضيح الأمر وتجليته ذكرت كلام أهل العلم في ذلك ، سائلة الله عز وجل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم.
- قَالَ أَبُو بَكْرٍ الجصاص في أحكام القرآن(8/357) : لَمْ يُعْطِ اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِلْمَ بِإِنْشَاءِ الشِّعْرِ ، لَمْ يَكُنْ قَدْ عَلَّمَهُ الشِّعْرَ ؛ لِأَنَّهُ الَّذِي يُعْطِي فِطْنَةَ ذَلِكَ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَإِنَّمَا لَمْ يُعْطَ ذَلِكَ لِئَلَّا تَدْخُلَ بِهِ الشُّبْهَةُ عَلَى قَوْمٍ فِيمَا أَتَى بِهِ مِنْ الْقُرْآنِ أَنَّهُ قَوِيٌّ عَلَى ذَلِكَ بِمَا فِي طَبْعِهِ مِنْ الْفِطْنَةِ لِلشَّعْرِ ؛ وَإِذَا كَانَ التَّأْوِيلُ أَنَّهُ لَمْ يُعْطِهِ الْفِطْنَةَ لِقَوْلِ الشِّعْرِ لَمْ يَمْتَنِعْ عَلَى ذَلِكَ أَنْ يُنْشِدَ شِعْرًا لِغَيْرِهِ ، إلَّا أَنَّهُ لَمْ يَثْبُتْ مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ أ&#